دير سانت كاترين
تحتضن جبال سيناء الشاهقة واحداً من أقدم الأديرة في العالم دير سانت كاترين، يقع في أعلى منطقة مأهولة في سيناء بارتفاع 1600 متراً فوق مستوى سطح البحر، وتحيط به مجموعة من أعلى الجبال في مصر بما في ذلك جبل كاترين وجبل موسى وجبل الصفصافة، ويتميز بمناخ معتدل صيفاً شديد البرودة شتاءاً حيث تكسو الثلوج قمم الجبال
تعتبر سانت كاترين أكبر محمية طبيعية في مصر من حيث المساحة التي تبلغ 5130 كيلومتر مربع، كما إنها مقصداً سياحياً يجتذب الحشود من المسافرين من جميع أنحاء العالم لزيارة الآثار الدينية والقيام بسفاري في الصحراء وتسلق الجبال، كما إن الدير يعتبر قطعة فنية فريدة تجمع بين الفسيفساء العربية والنقوش الروسية واليونانية واللوحات الجدارية الزيتية.

يفتخر دير سانت كاترين بالعديد من الكنوز والرموز الدينية الأكثر شهرة في العالم بما في ذلك جبل موسى ومقام النبي هارون والشجرة المعلقة، بالإضافة إلى الكثير من الهدايا القديمة التي تم إرسالها من قبل ملوك وأمراء العالم، كما يحتوي على مكتبة للمخطوطات يقال أنها ثاني أكبر مكتبات المخطوطات بعد الفاتيكان، ورفات جميع الرهبان الذين عاشوا في الدير بالإضافة إلى رفات القديسة كاترين.
يعود تاريخ الدير إلى عام 530 م عندما أمرت الإمبراطورة البيزنطية هيلانة ببناء الدير، وترجع تسميته بهذا الاسم إلى القديسة كاترين التي ولدت بالإسكندرية في نهاية القرن الثالث الميلادي واعتنقت الديانة المسيحية في وقت مبكر لذلك قام باضطهادها الامبراطور مكسيمينوس الذي أمر بقتلها، وبعد خمسة قرون وجد راهب جثمانها على قمة جبل في سيناء فنقله إلى كنيسة التجلي وأُطلق اسمها على الدير والمدينة كلها.